أيتها الأم ساعدي أبناءك

أيتها الأم
ساعدي أبناءك





تعجز أناملي
عن الكتابة من هول ما أراه في غزة العربية الفلسطينية التي لا يهرع إليها احد ولا
يجيب استغاثاتها واستغاثات أهلها المتكررة ، والتي تخرج من أفواه الأمهات والأبناء
والشيوخ والشباب ، لكن وبكل أسف ينادون على الكيان الخطأ ويستغيثوا بأشخاص ممن لا يغيثوا.


أهل غزه اعتقدوا في أنفسهم خطأ به يمكن ان يتحرك حاكم عربي لنصرتهم ، وكأنهم لا يعلمون
هؤلاء الحكام وطبيعة عملهم ومصالحهم مع الغرب الأعمى ، وكأنهم لا يدركون المصالح التى تربط هؤلاء القادة والساسة بهذه
الدول ومعظمها مصالح خاصة وجميعهم يعملون وفق مثل مصري قديم يقول"إن جالك
الطوفان حط ابنك تحت رجليك" هذا المثل يطبق حالهم بالفعل وموقفهم تجاه غزة.


ولو نظرنا
نظرة تأملية للأدوار المختلفة التي تقوم بها بعض دول العالم تجاه هذه القضية
لوجدنا بداية من جانب تركياً مساعي جادة لوقف هذه المجزرة واستطاعة من خلال هذه
التحركات ان تكسب احترام وثقة أهل غزة بل وجميع الشعوب العربية ، وبالمثل الخطوة
التي قامت بها فنزويلاً وطردت السفير الإسرائيلي وقطع علاقاتها بإسرائيل ، والجانب
الإيراني واللبناني المتمثل في حزب الله من حيث الإمداد بالسلاح والتشجيع على
المقاومة ، وان كنا لأبد وان ننظر إليه بحظر إلا أنهم استطاعوا أيضا كسب وتأييد
الشعوب العربية التي عجز حكامهم حتى عن إلقاء خطب أو إصدار تصريحات تبين قيامهم
بأي تحرك بناء او محاولتهم لهذا.


تباين
الآراء الموجود على الساحة الآن يجعل المواطن المصري في أيا كانت اقامتة في حرج من اتهامه
واتهام مصر بالتواطؤ في حل تلك القضية ، وهو ما قلل
من احترام بعض الشعوب للمواطنين المصريين المتواجدين على أراضيهم.


فإلى اي مدي سيظل الموقف الرسمي المصري يتسم بالسلبية تجاه هذا الشعب الضعيف الذي لا يفرق
العدو فيهم بين كبير او صغير أو نساء أو أطفال او مصلين ، متى سيأتي يوم تستجيب فيه الإدارة للإرادة
الشعبية ،فلا يكفى مجرد الفتح المتقطع لمعبر رفع لنقل الجرحى ، لأن من الواجب على الأعداء
أن يقوموا به بل ويعالجوا جرحى أعدائهم أيضاً ، ولذلك نتمنى أن يعود اسم مصر بكل ما
يحمله من هيبة ووقار إلى ما كان عليه ، نريد ان تكون مصرنا هي أم الدنيا النشطة
الفعالة التي تسعى للحفاظ على أبناءها من الطوفان لا التي تضعه تحت أقدامها فالعرب
جميعاً أبناء لها وليسوا المصريين فقط .