أكذوبة مجلس الأمن

أكذوبة مجلس الأمن

مجلس الأمن تلك المنظمة الدولية التي
من المفترض أنها أقيمت خصيصاً لتدعيم أمن واستقرار الشعوب وإقرار حقها في العيش
بسلام ، والفصل في إي اعتداءات دوليه ، إلا أن هذا الدور لم يعد له وجود على الصعيد الشرق أوسطي ،
بل يقتصر فقط دور المجلس على إصدار القرارات ضد الدول الفقيرة والنامية ، والتي تستطيع باقي الدول إجبارها لتنفيذ هذه القرارات .

وشيئاً فشيئاً بدأت تتكشف عورات
ومساوئ هذه المنظمة وازداد التكشف بداية من الحرب الأمريكية على أفغانستان ،
وتلتها الحرب على العراق تحت مزاعم باطلة ، ثم اكتملت بالمجازر الوحشية التى نحن
بصددها في قطاع غزة والتي يقوم بها عدو صهيوني لا يعرف سبيلاً للرحمة أو الإنسانية
، عدو استطاع بمساندة الدول الغربية أن يبني دولة
تسيطر على العالم فى غضون ستون عاماً فقط بل وتكون سيداً لأكبر دول العالم
الآن وتسيرها بأوامرها.

ما يحدث الآن ينذر ببداية انتهاء
منظمة الأمم المتحدة ككل وضحد قيمتها ومواثيقها
التي أنشأت خصيصاً من اجل توفيرها للشعوب وهي الحرية والسلامة وضمان حق
الشعوب والأفراد قبل الدول والمنظمات فى الحياة الآمنة ،فلم يعد لديها القدرة على
تحقيق ابسط الأشياء ، لم تعد قادرة على استصدار قرار ملزم لإسرائيل لإنهاء عدوانها
الغاشم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ،وهذا كله بسبب الهيمنة على المنظمة من جانب قوة
واحدة وهى الولايات المتحدة ،وأصبح من الواضح جداً أن العالم الآن يسير على طريقة
(من يمتلك القوة يمتلك كل شئ)
وتأخر المجلس عن اتخاذ موقف رسمي من
الهولوكوست الإسرائيلي على قطاع غزة إنما هو من اجل التواطؤ مع الدولة الصهيونية
وإعطاءها الفرصة لتصفية حماس حتى وان نجم عنه وفاة آلاف المدنيين .
ويعد هذا التواطؤ العلني بمثابة
رسالة صارخة مدوية في الآفاق لكل العالم العربي لتخبره بانعدام قيمته ووزنه على
الساحة الدولية ، ولقد ساعدتهم مواقف
الحكومات العربية المتخاذلة على التأكد من حالة الوهن التي تتملك الوطن العربي .
فكان لابد من اتخاذ موقف حاسم موحد
من جانب الدول العربية ،كان لأبد من صيحة غضب موجدة تسمع العالم وتنبه العالم إلى
أن اعتقاده بانعدام الدور العربي وضعفه
خاطئ ،كان لا بد أن يعلن القادة العرب تحركهم لتحرير أنفسهم ونقل مصائرهم ومصائر شعوبهم من تحكم أيادي الغرب
المختلفة لتحكمها إرادتهم وإرادة شعوبهم ،وألا ينتظروا أبداً قرارات غربية تحكمها
سياسة القوة والهيمنة والمصلحة من أجل تحرير أرضنا والزود عن أنفسنا .
فمجلس الأمن ليس سوى اكذوبه كبري لا
يستطيع حتى حماية طواقم الأمم المتحدة العاملة في مناطق العدوان لكي يستطيع حماية إخواننا المستضعفين بأيدينا فى غزة.
وكما نري حالة ألا مبالاة
الإسرائيلية تجاه قرار المنظمة الذي تأخر ما يقرب من خمسة عشر يوماً والذي لم يسفر
عن شئ ،ولا ينبغي أن ننتظر مرة أخرى .


وأتذكر كلمة الزعيم المصري مصطفى
كامل " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " والقوة ليست عسكرياً فقط بل
القوة السياسية والدبلوماسية والإنتاجية ،
وأدعو حكامنا قبل كل ذلك إلى استحضار قوة الذات أمام أنفسهم وأشك في قدرتهم على ذلك.