mostafagad المدير العام
| موضوع: فى الممنوع السبت يناير 10, 2009 12:40 am | |
| اتهمني قيادي بارز في الحزب الوطني بأنني أري الأشياء من خلال نظارة سوداء، أضعها علي عيني.. وأنني لا أكتب سوي عن السلبيات ولا أري الإنجازات. سرح بي التفكير إلي التعديلات الدستورية الأخيرة التي أقرها البرلمان.. والتي تعد أهم وأكبر إنجاز للحزب الوطني، والتي وصفت بأنها التعديلات الأكبر في الحياة السياسية المصرية منذ إقرار دستور ١٩٧١. سألت نفسي: ما أثر تلك التعديلات، التي ضمت ٣٤ مادة، علي الحياة السياسية والحياة العامة في مصر؟ حاولت أن أعرف أثراً إيجابياً لها، فلم أجد.. هل هذه التعديلات حسّنت من مستوي الحياة السياسية الهابط والمتردي؟ هل أفادت الأحزاب وزادت من نفوذها في الشارع؟ هل ساهمت في تطوير عملية الإصلاح السياسي والديمقراطي.. وهو الشعار الذي ترفعه جبهة الإصلاحيين بقيادة جمال مبارك داخل الحزب الوطني؟ هل أثرت تلك التعديلات بشكل إيجابي علي الحريات العامة وحرية الصحافة تحديدا؟ أم أن الضربات علي حرية الصحافة توالت وصدرت أحكام الحبس ضد الصحفيين.. كالعصافير التي تسقط من فوق الشجر.. بعد صدور تلك التعديلات. هل شعر المواطن بقيمة المواطنة وبضرورة مشاركته في العمل السياسي، وأن صوته له قيمة، وأن حقوقه كإنسان أصبحت كاملة وغير منقوصة، وأن آدميته تحترم، ولم تعد تنتهك في أقسام الشرطة، أم أن الحديث عن تلك الانتهاكات أصبح بطول البلاد وعرضها، خاصة بعد تلك التعديلات؟ هل شعر القضاء المصري بأنه نال استقلاله الحقيقي، وأن أحداً لا يتدخل في شؤونه، وأن المواطنين لم يعودوا يحاكمون أمام المحاكم العسكرية؟ طافت بي الذاكرة إلي عشرات الأمثلة والنماذج، التي تؤكد أن ما يعتبره الحزب الوطني وقياداته ورموزه الكبيرة إنجازاً كبيراً، ليس إلا وهماً كبيراً، وأن المواطن المصري، الذي صدرت من أجله تلك التعديلات، لا يشعر بها، بل علي العكس، فقد توالت الضربات علي حرية الصحافة بعدها. هل، وأنا أكتب هذا الكلام، أضع نظارة سوداء علي عيني؟ وهل تقييمي لهذا الإنجاز الكبير يختلف عن تقييم أي مواطن مصري؟ هل نحن جميعاً نضع نظارات سوداء.. لا تري ما يقدمه لنا الحزب الوطني من إنجازات؟ * سيذكر التاريخ للرئيس حسني مبارك أن عهده شهد حرية كبيرة لحرية الصحافة، وأن تلك الحرية طالت شخصه وأفراد أسرته.. وسيذكر التاريخ أيضاً أن الصحفيين في عهده، وفي ظل تلك الحرية، تعرضوا للسجن «واحدة بواحدة». | | |
|