في الممنوع

فى الممنوع

بقلم مجدى مهنا ١٧/١٠/٢٠٠٧
لا ألوم الزميل فوزي عبدالحليم، المشرف علي باب «البيئة»، في عدد «الأهرام» الصادر أمس الأول، في كتابة هذا العنوان «مصر خارج قائمة أكثر ١٠ مدن ملوثة في العالم».
بل لا أخفي إعجابي بالعنوان الذي شدني فقرأته ثلاث مرات، لكي أتأكد من صحته.
وفي التفاصيل.. أصدر معهد «بلا كسميث» الأمريكي قائمة بأكثر ١٠ أماكن ملوثة في العالم، فكانت مصر خارج هذه القائمة.. الطريف أن الزميل فوزي عبدالحليم في كتابته الخبر حرص علي أن يؤكد أن المنطقة العربية بما فيها مصر خرجت من هذه القائمة التي شملت دول الاتحاد السوفيتي السابق والصين والهند وبيرو وزامبيا.
وخلو اسم مصر من القائمة يعطي خبراً مفرحاً في حد ذاته بل مفاجأة واعتبرته الأهرام أنه الخبر الذي يستحق التركيز عليه وليس أكثر عشرة مواقع ملوثة في العالم أو في أي بلدان العالم تقع.. مادام أن اسم مصر ليس من بينها.
فإذا ذكر التلوث علي مستوي العالم لابد أن تحتل مصر مكانة متقدمة فيه، وإذا ذكر علي مستوي المنطقة العربية فلابد أن تكون مصر في المقدمة كذلك.
حسب صياغة «الأهرام» فالمنطقة العربية جاءت خالية من التلوث بما فيها مصر، وهذا في حد ذاته خبر آخر.. فقد تخلو المنطقة العربية من قائمة أكثر عشر مناطق تلوثاً علي مستوي العالم.. لكن مصر غير مستبعدة من ذلك.
الجديد أن مصر مستبعدة.. فكل الهباب والتلوث المتصاعد من حرق قش الأرز، وبما يصاحبه من تكون سحابة سوداء، تغطي سماء القاهرة الكبري، لم يدخلها ضمن التصنيف للدول الأكثر تلوثاً.. أي أن هناك دولاً أكثر تلوثاً من مصر.
وبالرغم من أن الخبر أسعدني.. فإنه لا يعني أننا تقدمنا في مجال الحافظ علي البيئة.. كما لا يعني أن الجهود التي تبذلها الوزارة التي تحمل الاسم نفسه قد أسفرت عن تحقيق إنجازات في هذا المجال.. بمعني أننا كنا مصنفين عالمياً تحت رقم كذا.. ثم أصبحنا تحت رقم كذا.
الخبر لا يعني شيئاً من ذلك.. إنما يعني طرح تساؤل وعلامة استفهام.. وربما الاستغراب والاستنكار هل يصدق أحد أن مصر خارج قائمة أكثر عشر مدن ملوثة في العالم؟!
الإجابة: إننا نريد نصدق.. خاصة أن التقرير صادر عن مؤسسة أمريكية.. ونريد أن كذلك أن نقرأ ونسمع شهادت دولية عن تحسن في مناخ الاستثمار في مصر.. وزيادة معدل النمو علي جميع شرائح المجتمع المصري.. لا أن يعود النفع علي شريحة صغيرة وضيقة، هي التي تستفيد من سياسة الإصلاح الاقتصادي.. والغالبية لحق بها الضرر.
نريد أيضاً أن نسمع أن مصر تحسن فيها مناخ الحريات العامة.. وأن جريمة التعذيب اختفت تماماً من السجون ومن أقسام البوليس.. وأن الإصلاح السياسي حقق نقلة نوعية، بإلغاء قانون الأحزاب الحالي وإعداد قانون جديد. يسمح لجميع القوي السياسية بأن تؤسس أحزابها..
وأن تنتهي الخصومة ما بين نظام الحكم الحالي وتيار الإسلام السياسي، والتي تعوق مسيرة التطور الديمقراطي في البلاد، وتدفعها إلي الوراء.. نريد أحلاماً كثيرة أن تتحقق.. حتي ولو كانت البداية من باب «البيئة» الذي يحرره الزميل فوزي عبدالحليم في صحيفة «الأهرام».