الزميل الأستاذ محمد علي إبراهيم، رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية»، له موقف واضح وصريح.. ضد ما يسمي تجاوزات الصحف الخاصة، ويشن هجوما ضاريا عليها، وطالب نقابة الصحفيين بمحاسبة وتطهير مهنة الصحافة ممن يسميها صحافة الابتزاز والسمسرة، وهي لا علاقة لها بحرية الصحافة، بل هي أول من يسيء إليها.
ومع ذلك، فالصحيفة التي يترأس تحريرها الزميل محمد علي إبراهيم، ارتكبت تجاوزات في حق بعض الزملاء الصحفيين في الصحف الخاصة، يتضاءل أمامها ما يتحدث عنه من تجاوزات في هذه الصحف.
ففي عدد الأحد الماضي ٣٠/٩ وفي باب «مختصر.. ومفيد» الذي ينشر علي الصفحة الأخيرة من صحيفة «الجمهورية» ويوقع عليه باسم «مصري»، تساءل محرر الباب: ماذا تنتظر من صحيفة رئيس تحريرها متهم في بلاغ بالشذوذ؟ ناس تخاف ماتختشيش!
والتعليق من محرر الباب نفسه.. فمن هي هذه الصحيفة؟ ومن هو رئيس تحريرها؟ وهل مثل هذه الاتهامات تطلق هكذا بصورة عشوائية، بحيث يمكن أن تطال جميع رؤساء تحرير الصحف الخاصة؟ وبافتراض أن هناك بلاغا يتهم زميلا صحفيا بالشذوذ، فهل تأكدت صحيفة «الجمهورية» والسيد «مصري» من صحة الاتهام، وأن زميله شاذ فعلا؟
بم يسمي الزميل محمد علي إبراهيم، هذا الكلام الرخيص والساقط، أليست هذه هي القاذورات التي يحاربها رئيس تحرير الجمهورية، ويطالب بتطهير الصحافة منها؟ هل تقل هذه القاذورات انحطاطا عما ينشر في صحافة الابتزاز ـ كما يسميها الزميل محمد علي إبراهيم؟
ثم في اليوم التالي.. عدد الاثنين الماضي ١/١٠، نشرت «الجمهورية» وفي الباب نفسه «مختصر ومفيد» أكثر من فقرة ضد أحد الزملاء الصحفيين الذين صدرت ضدهم أحكام بالحبس مع نشر صورة له، وربما هذا الزميل الصحفي هو نفسه المقصود بالخبر، الذي نشر في عدد الأحد ٣٠/٩.
وآسف في إعادة نشر بعض ما جاء في هذه الصحيفة التي يرأس تحريرها.
كتب يقول: الأستاذ... رئيس تحرير صحيفة «...نشر مانشيتا في العدد الماضي قال فيه: إن الضربة القادمة ستكون منشورات لتشويه سمعة الصحفيين وتلفيق قضايا آداب ورشوة وابتزاز ضدهم، والزميل يقطع الطريق علي أي شخص يفكر في نشر غسيله علي الملأ، خصوصا أن الغسيل «مدمم» من يلعب بالنار ما يقولش...!
وللزميل محمد علي إبراهيم أتساءل: هل مثل هذا الكلام يمكن أن يصدر عن صحيفة يومية كبري مملوكة للشعب؟ ما الفرق بين هذا الكلام وبين كلام الشوارع والحواري؟
ثم نشر الأستاذ «مختصر ومفيد» فقرات أخري، توحي للقارئ أو تجعله يفهم أن الزميل رئيس تحرير الصحيفة الخاصة شاذ جنسيا.
إنني لن أطلب من نقابة الصحفيين ومن المجلس الأعلي للصحافة التحقيق مع محرر باب «مختصر ومفيد».
ولكنني أسأل الزميل الأستاذ محمد علي إبراهيم، هل هذا النشر يتفق وميثاق الشرف الصحفي، الذي تنادي أنت بتطبيقه علي المخالفين، وعلي التجاوزات وصحافة الابتزاز.
إنني أناشد ضمير رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية»، أن يقرأ ما ينشر في صحيفته، وأن يأمر بالتحقيق مع محرر باب «مختصر ومفيد» والذي يوقع باسم «مصري» ويحتمي بحصانة غير صحفية، في نشر مثل هذه القاذورات التي تسيء إلي صحيفة عريقة هي «الجمهورية»، وتسيء إلي جميع العاملين فيها، وإلي رئيس التحرير نفسه، أما الزميل رئيس التحرير، الذي اتهم بالشذوذ فقد كسب تعاطف الرأي العام معه، لأن التجاوز فاق كل حد.
وقد يسألني الزميل الأستاذ محمد علي إبراهيم: وهل أنت راض عن مستوي ما يكتب في هذه الصحيفة والصحف القومية؟ وإجابتي الصريحة والواضحة هي: إنني غير راض عن الكثير منه، فالاختلاف وتباين الآراء يجب أن يكون حول قضايا عامة، وليس حول قضايا شخصية، وابتزار وقلة أدب في لغة الخطاب في الصحافة القومية وفي الصحافة الخاصة.
أما سقطة «الجمهورية»، فهي لو حدثت من صحيفة خاصة، لطالب الزميل محمد علي إبراهيم بإغلاقها، لأنها تشيع الفاحشة والفجور في المجتمع، وتسيء إلي مهنة الصحافة العظيمة، التي يجب تطهيرها من هذه القاذورات.