حذاء ...أوصل ابلغ رسالة
مما لا شك فيه أن "حذاء" الصحفي العراقي " منتظر الزيدي أصبح أشهر حذاء في العالم بل وسيكون الأغلى إذا تم عرضة بعد حادثة قذف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش به في زيارته الختامية للعراق ،لكن لم يكن الأشهر فحسب بل أدي إلى شئ هام جداً لم يكن أحد يتوقعه ، أدي إلى ظهور موقف موحد ولأول مرة منذ فترة بين سنة العراق وشيعتها وليسوا هم فقط بل بين كل طوائف العراق المختلفة ، وجميعهم أصبح يرى " منتظر الزيدي" بطل قومي بل والشعب العربي بالكامل يراه كذلك .
هذه الواقعة وإن كانت تتعارض مع طبيعة عمل الصحفي والتي ترفض على المستوى المهني للإعلاميين، إلا أنها في هذا الموقف بعينه تتسم بطبيعة خاصة لما يعانيه شعب العراق.
وتبين مدي حالة الكبت والطغيان والظلم الواقع على الشعب العراقي الأصيل بكل أطيافه وصفاته الديموجرافية (العمر،الدخل،المكانة، الفكر، الإقامة،...)الذي وإن كنا نشاركهم فيه ضمنياً إلا أن معيشته كواقع بالنسبة لهم تختلف كثيراً عن الشعوب التى تنعم بالحياة بعيداً عن طغيان الاحتلال العسكري للدول الكبرى ،وبالرغم من الضغط والعبء السياسي والاقتصادي والمدني الذي يمارس ضدنا من حكوماتنا التى وبكل أسف ترضخ للضغوط الغربية في الكثير من القضايا ، إلا أن الأنين الناتج عن الذل من عدو خارجي لا يحمل سوى الدمار والانتهاكات والسطو والإغتصابات، يكن أقسى وأعنف بكثير عمن سواه.
هذه الواقعة من ابرز الأدلة على أن الغزو الأمريكي للعراق لم يكن سوى من أجل تحقيق مصالح وطموحات دولية اقتصادية وهيمنة عسكرية تستفيد منها الولايات المتحدة وأعوانها فقط وليست من أجل تحقيق الديمقراطية المزعومة التي يتشدقون بها ليل نهار ، وهم على المستوى الخارجي أبعد ما يكونوا عنها بل وفى الكثير من القضايا الداخلية لديهم أيضاً ،ومن أبرزها ما يحدث من خداع للرأي العام الأمريكي في نقل وتغطية الإعلام لمجريات الأمور في الشرق الأوسط ، منها ما يلاقيه غالبية المسلمين المقيمين هناك .
طفح الكيل على المستوي الشعبي ، وبدأوا يحاولون جاهدين درء الاحتلال عنهم ، لكن يبقى السؤال:متى يستفيق الحكام ويستعيدوا وعيهم لمساندة شعوبهم الجرداء؟
[//b]