mostafagad
المدير العام
 |  موضوع: في الممنوع  الإثنين يناير 12, 2009 3:03 am | |
|
هذه
المشكلة التي بعث بها إلي الدكتور سعيد الوكيل، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين
شمس.. أرفعها إلي المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع.. الذي أثق بأنه سيجد لها
حلاً.. بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
يقول
الدكتور سعيد الوكيل في رسالته:
حالة
فريدة قاسية يحياها مجموعة ممن يعيشون في هذا الوطن، علي بقعة نسيتها الجغرافيا
زمناً ونسيها التاريخ أحياناً وينساها سائر أبناء الشعب الآن.. إنها حالة أبناء
مثلث حلايب وأبو رماد والشلاتين، في أقصي جنوب مصر الغربي في جنوب محافظة البحر
الأحمر.
هؤلاء
الناس عاشوا زمناً متوافقين مع ظروف حياتهم الطبيعية يتنقلون مع مساقط المياه
باحثين لإبلهم وأغنامهم عن الماء والكلأ، لا يكادون يستقرون في مكان، إلي أن سعت
الحكومة المصرية إلي توطينهم منذ حوالي ربع قرن، فنشأت مدن وقري أصبحت تجتذب
سكان الجبال والبادية الذين يعانون من القحط، وبدأ الاهتمام بالتعليم يزيد، بل
أصبح الراعي منهم يتنازل عن مصدر رزقه لأجل تعليم أبنائه وبناته، ها هم يستجيبون
لدواعي الاستقرار، أفلا يكون علينا أن نقدم لهم كل الدعم لتكتمل التنمية التي
ننادي بها ليل نهار؟
سأقدم لكم
نموذجاً واحداً لمعاناتهم، تخيلوا معي أن بعض أبنائكم وبناتكم أو إخوتكم
وأخواتكم في الثانوية العامة، ثم يطالب هؤلاء الأولاد والبنات بالسفر أكثر من
٥٠٠ كيلو متر لأجل أداء الامتحانات، كيف سيكون موقفكم؟ ألن تصرخوا وتضجوا
بالشكوي؟ هذا ما يحدث لأهل تلك المناطق.
قبل الامتحان
بأيام يشدون الرحال ويسافرون إلي مدينة القصير، التي تبتعد عن حلايب ٥٦٠ كيلو
متراً، ويسافر بعض الأهل مع بناتهم ليعيشوا معهن فترة الامتحانات متحملين عناء
السفر والإقامة والغربة، ولم كل هذا؟ لأن وزارة التعليم لا تستطيع نقل الامتحان
إلي الطلاب في أراضيهم في الوقت المناسب الموازي لوقت توزيعه في أرجاء مصر
المحروسة، وعلي نحو آمن، فالسفر إلي أقرب نقطة في هذا المثلث وهي الشلاتين
تستغرق حوالي ١٥ ساعة، ما البديل إذن؟
الناس
هناك يقترحون أن تتدخل القوات المسلحة بإحدي طائراتها المروحية لتتعاون مع وزارة
التعليم في حل المشكلة، وربما يجد المسؤولون حلولاً أفضل، بحيث يتم تخفيف معاناة
مئات الأسر المسكينة التي رضيت بالتوطين في ظل ظروف معيشية في غاية الإيلام
والمأساوية،
ولم نجد
منهم تذمراً إلا فيما يتعلق بموضوع الثانوية العامة أو التجارية أو الصناعية،
لقد ذهبنا إلي هناك (نحن مجموعة من أساتذة جامعة عين شمس لجمع التراث الشعبي)
ورأينا بأعيننا مظاهر شظف العيش لأناس يستحقون كل رعاية، فهم من أفضل أبناء هذا
الوطن أخلاقاً وقيماً وفناً وثقافة، وفي أرواحهم رقة وأصالة لا توجدان في سواهم.
ألا يجدر
بنا أن نحترم ألم هؤلاء، وأن نقول لهم: علي أرض هذا الوطن هناك من يشارككم في
تحمل بعض المعاناة والألم؟ إن من سيساعد في حل هذه المشكلة سيكون بالنسبة إلي
هؤلاء الناس نموذجاً حقيقياً لتحمل المسؤوليات الجسام في وطننا الغالي.
التوقيع:
د.سعيد الوكيل - الأستاذ بآداب عين شمس
** مرة
أخري إنني أثق باستجابة المشير حسين طنطاوي لحل مشكلة هؤلاء المواطنين.. الذين
يعيشون في أقصي جنوب مصر الغربي.. فالوطن عليه أن يذهب إليهم.. لا أن يجروا
وراءه.. فلا يستجيب لهم.
| | |
|
