mostafagad المدير العام
| موضوع: في الممنوع الإثنين يناير 12, 2009 2:57 am | |
| المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، غاضب هذه الأيام.. وسبب غضبه ليس لأنه يتعرض لهجوم شديد علي شخصه أو أنه متهم بالفشل في عمله الوزاري، لكن سبب الغضب هو حملة اليأس التي يقودها البعض في المجتمع، علي حد قوله، وأنه مستعد لاتهامه بأنه وزير فاشل، لكنه لا يوافق علي اتهام الصناعة المصرية ورجالها بالفشل. قال المهندس رشيد هذا الكلام علي شاشة قناة «أوربت» مع الإعلامي عمرو أديب، ثم قاله بشكل آخر في إحدي الندوات التي عقدت بالإسكندرية، وفيها قال إن البعض يصر علي النكد. والوزير رشيد ليس من الوزراء المغرقين في التفاؤل، لكنه يريد أن يقدم صورة متوازنة عن حالة المجتمع المصري، فليس كله مجتمع العجز والفشل والحرامية واللصوص، فإلي جانب هؤلاء يوجد شرفاء ومنتجون ومخلصون، وكما أن هناك سلبيات «وناس مش مبسوطة، هناك إيجابيات وناس مبسوطة». ولن أدخل في جدل مع المهندس رشيد حول نظريته تلك، وإن كنت أتفق معه ـ حتي ولو كان علي المستوي الشخصي ـ علي قدر من التفاؤل والأمل كدافع للتحرك إلي الأمام، وما ينطبق علي الأشخاص ينطبق علي المجتمعات. فإذا كان هناك من يحاول «التنكيد» علي الناس وتسويد كل شيء كما قال، فلماذا لا تحاول الحكومة وهي تدعي النجاح وتحقيق إنجازات ملموسة يعترف لها بها المجتمع الدولي والمؤسسات المصرفية والاقتصادية العالمية، أن تمنحنا هذا الأمل وهذا التفاؤل؟ ليس بالكلام لأنه سيأتي بنتائج عكسية، ولولا شعوري شخصيا بصدق المهندس رشيد في دعوته، لما أعطيت كلامه أقل اهتمام. الحكومة في مواجهة من يزرعون اليأس في قلوب الناس، أليست معادلة عادلة، والحكومة أمامها مئات الفرص وعشرات الوسائل التي تحقق بها ذلك، ثم تترك للناس الحكم بعد ذلك، ولا نصادر علي حقهم في قدرتهم علي التقييم السليم للأمور. والوزير رشيد يدرك أو لابد أنه يدرك، أن الثقة لا تمنح مجانا، خاصة إذا كانت بين الحاكم والمحكوم وبين الحكومة والشعب، وإذا كانت هناك فئة استفادت أو مبسوطة من الحكومة، فهذه التي من الواجب عليها أن تدعمها وتمنحها ثقتها.. لكن الآخرين الذين لم يستفيدوا وضغوط الحياة والأسعار تتزايد عليهم، لماذا يمنحون ثقتهم للحكومة؟ هل يعطيني المهندس رشيد محمد رشيد مبرراً واحداً لذلك؟ | | |
|